شخصية المعلمة :
دور المعلمة في التعليم هو الدور الأساسي، ومن غير النهوض بها لايمكن الحديث عن أي تقدم في التعليم ، مهما أنفق عليه من مال وهيئ له من أسباب .
ولا نستطيع معرفة فضل المعلمة على الوجه الصحيح إلا إذا أدركنا المسافة الفاصلة بين المثقف والأمي ، تلك المسافة هي من صناعة المعلمات ، لذا فهي تستحق كل الإحترام والتقدير والتشجيع.
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله-: ( قدمت إلى المدينة ، فرأيت من مالك بن أنس مارأيته من هيبته وإجلاله للعلم ،
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله-: ( قدمت إلى المدينة ، فرأيت من مالك بن أنس مارأيته من هيبته وإجلاله للعلم ،
فازددت لذلك أدباً ، حتى ربما أمون في مجلسه ، فأريد أن أقلب الورقة في كتابي ، فأقلبها قلباً رقيقاً هيبة له لئلا يسمععها ) . وهذا الإمام مسلم المحدث الشهير يأتي إلى إمام المحدثين البخاري ، ويقول له : ( دعني أقبل رجلك ياأستاذ الأساتيذ ، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث وعلله !).
وهناك بعض السمات ينبغي أن تتحلى بها المعلمة منها :
* ثقافة المعلمة :
فالثقافة مطلب ضروري وملح للمعلمة يساعدها على تطوير ذاتها ، وهي أداة للإصلاح ، وأداة لتصور المشكلات وتحديد التحديات . وقد أخذت المدارس على عاتقها تخريج جيل صالح للمشاركة في الحياة العامة ، وخدمة قضايا الأمة ومصالحها ، وهذا لن يتم دون أن يثقف المعلمون أنفسهم على نحو جيد بثقافة تقوي إحساسهم ووعيهم بالشأن العام.
* المعلمة القدوة :
فالمعلمة لابد أن تكون قدوة في سلوكها وأقوالها وأفعالها ، تمضي في ذلك على خطا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم .
* المعلمة مربية :
فكما تفرض طبيعة التعليم على المعلمة أن تكون قدوة ، تفرض عليها أن تكون مربية . والحقيقة أن الهدف الجوهري الذي تبنى من أجله المؤسسات التعليمية هو التربية ، والتعليم ماهو الا وسيلة تستخدمها تلك المؤسسات .
* المعلمة مجددة معرفة :
فخبرات الشعوب مختزنة في الكتب التي كتبتها أجيالها على مدار التاريخ ، وتلك الخبرات تكتسب أهمية خاصة، فهي تشكل الجذور العميقة لوجودنا الثقافي والحضاري، والتجديد في التعبير عن المبادئ والمفهومات التراثية لايساعد الطالبات على استيعاب إنجازات السلف فحسب، إنما يساعدهم أيضاً على توسيع مدى الرؤية والإحساس بالتجذر واتصال الأجيال ووحدة المعرفة. وةتجديد المعرفة يكون بشرح المعارف القديمة بعبارات جديدة ، أو بضرب أمثلة من الواقع عليها.